شبيبة القبائل أول فريق جزائري في القاهرة لخوض لقاء "الصلح" الكروي

فريق شبيبة القبائل الجزائري


الجزائر ـ سمير عويضة


يتوجه فريق شبيبة القبائل الجزائري الإربعاء إلى العاصمة المصرية القاهرة،
ومنها للقاء نادي الاسماعيلي المحلي في 18 يوليو/تموز الجاري ضمن مباريات
الجولة الأولى لدور المجموعات لمنافسة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم،
وتعد أول زيارة لفريق جزائري إلى القاهرة منذ الأزمة بين البلدين عقب
الأحداث التي جرت في شهر نوفمبر
/ تشرين الثاني الماضي في القاهرة وأم درمان السودانية في إطار تصفيات
مونديال جنوب أفريقيا.
المواجهة الكروية التي تجمع شبيبة القبائل والاسماعيلي، تأتي في وقت ظهرت
فيه بوادر انفراج الأزمة سياسيا ورياضيا بعد الزيارة التي قام بها الرئيس
المصري، حسني مبارك، قبل أسبوعين، إلى الجزائر لتعزية نظيره الجزائري، عبد
العزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه الأصغر مصطفى. وقبلها اللقاء الذي جمع
الرئيسين في مدينة نيس الفرنسية، واتفاق بين وزيري خارجية البلدين على
تهدئة الأجواء "إعلاميا" وتفادي التصعيد الذي قد يزيد من صعوبة التحكم في
مجريات المباراة التي تجمع الفريقين.
ويأتي اللقاء بعد إزاحة سمير زاهر من رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم
بقرار قضائي، وتعيين هاني أبو ريدة رئيسا مؤقتا، والذي تربطه علاقة صداقة
مع رئيس اتحاد الكرة الجزائري، محمد روراوة، مما سيساهم ،من دون شك، في
فتح صفحة جديدة في العلاقات الكروية بين البلدين. وبادر رئيس الاتحاد
الجزائري إلى اقتراح تنظيم مباراة ودية بين منتخبي البلدين لطي صفحة
الخلاف نهائيا.
ويسعى القائمون على شؤون الكرة في البلدين إلى جعل المباراة بمثابة بداية
حقيقية للتأكيد على حُسن العلاقة بين المسؤولين الرياضيين في البلدين
الذين ابدوا استعدادهم لمصاحبة بعثة الشبيبة إلى القاهرة وكذا بعثتي
الإسماعيلي والأهلي إلى الجزائر للتأكيد على ذلك. وكان رئيس شبيبة القبائل
شريف حناشي سباقا لتلطيف الأجواء عندما أكد في شهر مايو/أيار الماضي عدم
وجود أي مشكل بين فريقه وناديي الاسماعيلي والأهلي المصريين، وذالك بعد
سحب القرعة التي أسفرت عن تواجد الفرق الثلاثة ونادي هيرتلاند النيجيري
ضمن المجموعة الثانية.
وسيقود حناشي بعثة النادي القبائلي إلى مصر، وأفاد نائب رئيس نادي جرجرة،
أنّ الوفد يضمّ 29 شخصا بينهم 20 لاعبا، إضافة إلى أعضاء الطاقم المسير
والفريق الطبي، علما أنّ الفريق عاد الجمعة الماضي من المغرب، أين أجرى
تربصا تحضيريا هناك بإشراف المدرب السويسري ألان غيغر ومساعده كمال بوهلال.
واضطر الطاقم الفني لشبيبة القبائل إلى إلغاء المقابلة الودية التي كان من
المقرر أن تجمع الشبيبة بشباب بلوزداد، تجنبا للإصابات التي قد تلحق
باللاعبين، وسيتنقل الفريق منقوصا من خدمات الظهير الأيمن الدولي محمد
ربيع مفتاح الذي غادر الفريق نحو شبيبة بجاية شأنه في ذلك شأن لاعب وسط
الميدان الطيب معروسي.
وأكد المدرب المساعد بوهلال في لقاء صحافي الثلاثاء، أنّ الشبيبة
القبائلية أحسنت اختيار اللاعبين الجدد، بما يدعم حظوظها في هذه المنافسة
القارية الهامة، قائلا إنّ النادي الأصفر والأخضر سيسعى بكل ما لديه من
قوة لتحقيق نتيجة جيدة خارج دياره حتى لا يرهن حظوظه في باقي المشوار،
ولبلوغ هذه الغاية، يضيف بوهلال:"ينبغي علينا بذل الجهد المطلوب وتأكيد
القدرات الحقيقية للفريق".
وبشأن حالة اللاعبين، أوضح بوهلال أنه مرتاح لاستعداد كل اللاعبين
المدعوين للتنقل إلى مصر باستثناء اللاعبين الجدد الذين تم استقدامهم
مؤخرا أمثال محمد نايلي (اتحاد الحراش) وبلقاسم رماش (اتحاد عنابة) كونهما
لا يحوزان على رخصة المشاركة في المنافسة الإفريقية، علما أنهما استدعيا
في آخر لحظة ليحلا مكان لاعبين مغتربين غادرا النادي.
ويعتبر بوهلال أنّ نتيجة لقاء الأحد المقبل، ستصنعها رزانة وفعالية لاعبي
الشبيبة، معلقا أنّ الأمر يتعلق "بلقاء كروي يجري في الميدان ونتيجته
ستكون من نصيب الفريق الأكثر استحقاقا، شريط أن تجري المقابلة في ظروف
ملائمة وبكل روح رياضية".
وربط بوهلال تحقيق نتيجة جيدة أمام الإسماعيلي، برزانة وفعالية لاعبيه،
وعدم انشغالهم بما يجري على أطراف الملعب وبالمدرجات، مضيفا أنّ فريقه
يحوز مؤهلات حقيقية لتجديد الإنجاز الذي حققه سنة 2000، إثر خطفه آنذاك
كأس الكاف غداة تعادله أمام الإسماعيلي (1/1) بمصر، و(0/0) بالجزائر.
وكان شبيبة القبائل قد حضر للموسم الرياضي الجديد بإجراء معسكرا تحضيريا
لمدة أسبوعين بالمغرب، وأتبعه بمعسكر ثاني قصير بمعقل النادي بمدينة تيزي
وزو. وسيعود الفريق من مصر الاثنين القادم، على أن تنتقل 48 ساعة من بعد
إلى مرسيليا لتحضير المقابلة الثانية التي ستجمعها بالنادي النيجيري "هارت
لاند" في الفاتح آب/أغسطس القادم، قبل مواجهتها نادي الأهلي المصري في
الخامس عشر من نفس الشهر بملعب تيزي وزو في سهرة رمضانية.